الإستثمار في البورصة.. هدف وطني لتحقق أرباح أم لجمع تبرعات

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تتوقع سارة نور الدين، 25 عاما، أن يأتي الوقت الذى تتخذ فيه قرارا بالإستثمار في البورصة، فحسب قولها، لا تعلم شيئا عن الإستثمار أو القواعد الأولية للبورصة لكنها تعتقد أنه "حلا وطنيا لإنقاذ إقتصاد مصر".
سارة، لم تكن الوحيدة التي إتخذت قرار الإستثمار في البورصة، فعدد كبير من الشباب وخاصة من الداعمين للمظاهرات التي بدأت يوم 25 يناير ولازالت مستمر حتي الآن، دعوا من خلال شبكة الإنترنت وصفحاتهم علي موقعي"الفيس بوك وتويتر" إلي التفكير في حلول للخروج من الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها البلاد حاليا.
تبلورت أغلب هذه الدعوات تحت عنوان "حان الوقت للإستثمار ولو بمائة جنيه للحفاظ علي إقتصادنا". وهي الدعوة التي لا تشترط، بحسب الدعوات، أن تكون مؤيدا أو معارضا للتظاهر لكن، الأهم هو الإتفاق علي البحث عن الأفضل لمصر.
توازي مع هذه الدعوات، دعوة شبه رسمية أطلقها الدكتور خالد سري صيام، رئيس البورصة، قال أن بإمكان كل فرد المشاركة بعمل"وطني" للنهوض بالإقتصاد القومي من خلال الحفاظ علي حجم التداول، دون بذل مجهود، وذلك عن طريق صناديق الإستثمار الموجودة في البنوك.
ويتواجد نحو 41 صندوقا استثماريا بوثائق تتفاوت قيمتها. يمكن لأي فرد شراء وثيقة يبدأ سعرها من 10 جنيهات، ويمكن أن يساهم أي مودع بدوره في دعم البورصة بتحويله لجزء من أمواله في صندوق الاستثمار. مؤكدا علي حساب هذه المبالغ للمواطنين بالتداول بالبورصة ويحق للمساهمين سحب مبالغهم في أي وقت ممكن.
بحسب صيام، ستتولي إدارة البورصة التنسيق مع إدارات البنك المركزي لتيسير عمليات المساهمة من جانب صناديق الاستثمار والتي ستتحكم بشدة في التعاملات الإيجابية عند عودة التداولات الأحد المقبل.
إبراهيم أحمد، 30 عاما، اعتبر هذا الدعوة فرصة ذهبية ذات وجهين، فهي تساعد في الخروح بالإقتصاد القومي من الأزمة الحالية. كما أنها فرصة للإستثمار، بحسب قوله، وضع الإستثمار في البورصة حاليا به العديد من المخاطر لكنه في نفس الوقت ومع تحقق استقرار في البلد سوف يتجه سعر الأسهم إلي الإرتفاع بما يحقق ربح أكبر.
يتفق خباب عبد المقصود، 26 سنة، مع سابقه. ويري أنها فكرة حضاريه للنهوض بالبورصة وللخروج من مأزق الأزمة الإقتصادية والتي يخشي معها الكثيرون، بحسب قوله، أن تشهد البلاد خلال الفترة القادمة مزيدا من الركود وما يتبعه من غلاء في الأسعار.
من جانبها، ترفض عزة وجيه، رئيس شركة طيبة للإستثمار، هذه الدعوات، لافتة إلي إهتزاز الثقة في الإقتصاد كله خلال الوقت الراهن. وهو ما يعني أن البورصة سوف تأخذ وقتا حتي تبدأ في التحسن مرة أخري. وتقول" لو الرهان هنا علي الحس الوطني تبقي معونة وليست استثمار"..
وتبدي عزة وجيه، تخوفها من تأثر ذلك علي المستثمر الصغير الذي يدخل مجال البورصة للمرة الأولي في حياته" لن تكون تجربة ناجحة بالقدر الكافي وستجعله يهرب ولا يكرر التجربة مرة أخري".
تشاركها في الرأي، مني محمد، 25 عاما، قائلة" لو معايا فلوس هحافظ عليها لأني لا أعلم ماذا تخفي الأيام القادمة".. لكن، آخرين أبدوا أسباب أخري لتخوفهم، فيتفق أحمد طلعت وفريدة وأخرين، حول أن المستفيد من هذه الدعوة هم كبارالمستثمرون" ليتمكنوا من الهرب خارج البلد" ويوضحوا ذلك بقولهم" المشاركة في الإستثمار تعني وجود سيولة مالية يستطيع هؤلاء سحبها وتحويلها إلي دولار فيرتفع سعره مقابل تدهور سعر الجنيه. فضلا عن الهرب بها خارج مصر"..
يدافع ياسر سعد، رئيس شركة الأقصر للسمسرة، عن فكرة الإستثمار في البورصة قائلا أن علينا التفرقة بين فساد مسئول والتحقيق معه وبين الإستثمار بشراء اسهم في شركات مساهمة، ويدلل علي قوله بما حدث مع مجموعة شركات طلعت مصطفي، والتي قامت بتعيين شخص أخر لرئاستها بعد تورط هشام طلعت مصطفي في قضية جنائية ووضعه قيد التحقيق والمحاكمة.
يقول سعد، المدخل الرئيسي هو استثمار الشعور الوطني لدي الناس مع الإشارة، بحسب قوله، إلي أنه ليس تبرع لكنه استثمار سيكون له مردود إيجابي علي المستويين العام من خلال إنقاذ الإقتصاد الوطني، والخاص من خلال تحقيق أرباح قد تستغرق وقت يصل إلي نحو العام ليشعروا به.
ويتابع لافتا إلي الإنخفاض الملحوظ والكبير في أرباح معظم الشركات، مما يجعل أسعار الأسهم بها مشجعة جدا للإستثمار بأي مبلغ. مؤكدا أن هذا الإنخفاض لن يستمر مع تحقق الإستقرار.
ويوجه سعد نصيحة إلي الجميع قائلا" استثمر بالمبلغ الفائض عن إحتجاجاتك الآن، وأنظر عليه بعد عام ووقتها ستقول ليتني استثمرت بملبغ مضاعف".