مصر .. الليلة عيد

بسم الله الرحمن الرحيم

تحولت شوارع القاهرة الليلة إلى عروس في ليلة زفافها، وخاصة ميدان التحرير ،حيث تعالت الأصوات والهتافات في جميع جنبات الشوارع، رافعة العلم المصري، معبرة عن سعادتها، بعد سماع كلمات عمر سليمان القصيرة ولكنها كانت كبيرة في قلوب المصريين، والتي اذاع فيها قرار تنحي الرئيس مبارك.

فبعد ساعات قضاها ليس فقط المعتصمون بل جموع المصريين في مختلف المحافظات ما بين أنتظار وترقب لما سوف تنتج عنه جمعة الصمود، في حالة من عدم اليقين نتيجة تضارب الأراء حول بقاء الرئيس مبارك في السلطة أوتنحيه .
ثم جاءت كلمات نائبه عمر سليمان التي قطعت الشك باليقين معلنا عن تنحي الرئيس مبارك ليتلو ذلك لحظات لا يمكن وصفها في كلمات، دموع الفرحة ملأت عيون المصريين في الشوارع، وكأنهم غير مصدقين ما يحدث.
تحول ميدان التحرير " الحرية" إلى أفراح عمت جميع جنباته ، كانت كلمات " الله أكبر .. الله أكبر " و" الشعب خلاص أسقط النظام" وهتافات أخرى كثيرة خرجت من قلوبهم معبرين بها عن فرحتهم وسعادتهم، هي المهيمن على ملامح الميدان.

لحظات صمت وهدوء تام سادت ليس الميدان فقط ولكن الشوارع قبل سماع كلمات عمر سليمان، ولم تمر دقائق حتى كان غالبية المتواجدين في الميدان ساجدين في مشهد أهتزت له مشاعر وقلوب الجميع دون أستثناء فقد سجد الصغير والكبير النساء والرجال، مهللين بكلمات خلعت معها القلوب.

نزل كل من كان في البيوت وكل من كان تشغله أعماله عن مساندة الشباب ودعمه ، فقد تحول الشارع إلى كرنفال.. الكل يرفع العلم المصري، السيارات لم تكف عن اطلاق كلاكسات عربات الميكروباص تحولت إلى سيارات نقل يعلوها شباب نسى كل الهموم والمشاكل والبطالة،فقط شعر بالفخر لأنه مصري.

تجمع الكثير حول الاذاعات بالميدان في دوائر كبيرة مطلقين الكلمات والصرخات التي طالت كثيرا، و أطلقت الشماريخ، كان لرجال الجيش بالميدان النصيب الكبير من الاحتفالات، لدرجة أنه عددمن الشباب برفع أحدهم وتجمع حوله الكثير، وهتفوا " الله أكبر.. الله أكبر" " الجيش والشعب ايد واحدة".

السيارات من جانبها ألقت بالحلوى وزجاجات المياه للشباب في الشوارع ،وعبر أصحابها عن أمتنانهم وسعادتهم بما قدمه الشباب من تضحيات لتفجير تلك الثورة .

الأناشيد والأغاني وطنية، من بينها" بلادي بلادي بلادي .. لكي حبي وفوءادي" و" الهلال والصليب.. أيد واحدة" كان لها النصيب الأكبر من الأغاني التي ترددت في جنبات الميدان.