شباب يتساءل : هل توجد صناعة مصرية حتى نشجعها؟

بسم الله الرحمن الرحيم

مع إرتفاع الأصوات المطالبة بشراء المصنوعات المصرية والتخلي عن المستوردة من أجل النهوض بالإقتصاد المصري، إرتفعت أصوات أخرى متسائلة "هل توجد صناعات مصرية من الأساس ؟" ، وبرغم التباين والإختلاف إلا أن الجميع إتفق على الرغبة والإستعداد لشراء المنتجات المصرية بشرط توافرها ، جودتها وأسعارها .
تقول سلمى شويقة ، طالبة بكلية الهندسة جامعة عين شمس، مؤسسة جروب إعادة إحياء الإقتصاد المصري، إن الفكرة جاءتها بعد توقف العمل عقب أحداث "ثورة الغضب" ، والحديث عن الخسائر التى لحقت بالإقتصاد المصري "فكرت إن لازم يبقى ليا دور إيجابي فى تلك المسألة ، خصوصا إن قوة أي بلد بتقاس بقوة إقتصادها " ، تضيف "عملت جروب على الفيسبوك من أجل إعادة إحياء الإقتصاد المصري وتقويته عن طريق شراءالصناعات المصرية وكل المنتجات الأخرى من أكل وشرب ، بدل شراء المنتج المستورد والصينى ، وهو ما يشجع على زيادة وتطور الصناعة المصرية محليا وللتصدير أيضا فتقوى الإقتصاد المصري ، خاصة أن الصناعة أحد الركائز الأساسية للإقتصاد " ، مؤكدة أن "الجروب" شهد إقبالا منذ بدء تفعيله على موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك" ، وصل فيه عدد المشتركين إلى الآلاف .
وفى الشارع المصري تنوعت الآراء ، فتعتقد مروة مجدى( فتاة فى الثالثة والعشرين من عمرها)أنه لا وجود لصناعة مصرية من الأساس ، وتضيف "الصناعة المصرية إختفت من زمان ، وكل إللى موجود فى السوق دلوقتى يا إما صيني يا إما تركي ، مفيش وجود لصناعة مصرية " .
وتتابع "حتى الأقطان المصرية المعروفة طول عمرها ، إختفت ومش موجودة وبقينا نستورد أقطان من بره" ، مؤكدة أنها على إستعداد كامل لمقاطعة المنتجات المستوردة وشراء المنتجات المصرية بشرط تواجدها بوضوح فى الأسواق.
أما أحمد سعيد ( شاب فى نهاية العشرينيات )، فيؤكد أن المصنوعات المصرية متوافرة فى الأسواق لكان بكميات قليلة جدا ، مضيفا "ومفيش حاجة عصرية بالنسبة للملابس ، وبالتالي منافستها للمنتجات المستوردة ضعيفة جدا حتى أمام المنتج الصيني رغم رداءته"، مشيرا إلى رغبته فى شراء المنتج المصري حتى يدعم الإقتصاد "لكن ياريت يبقى فيه تطور فى الصناعة المصرية ومواكبة العصر الحالي فى الموديلات والذوق والطعم".
وتشير ندا حسين ، ربة منزل، إلى إرتفاع أسعار المنتجات المصرية فى حال تواجدها ، قائلة "بصعوبة جدا لما ألاقي ملابس أو مفروشات مصرية وأسعارها بتبقى غالية جدا ، أكتر من المستوردة" ، وتضيف "كان زمان القطن المصري رقم واحد فى العالم ، دلوقتي مش موجود، بقى الصيني مغرق السوق" ، وتؤكد "تبقى عندنا خامات وصناعة زي الفل ونروح نستورد صيني.
لكن كريم راضي( شاب فى بداية الثلاثينيات) يقول "أنا أساسا كنت عايش فى أمريكا ، وإشتريت ملابس من هناك الجودة بتاعتها حلوة جدا وذوقها هايل وسعرها قليل وإكتشفت إنها صناعة مصرية" ، ويضيف راضي: "لما نزلت مصر لقيت الملابس المصرية جودتها سيئة جدا وذوقها قديم قوي وأسعارها مرتفعة جدا، وطبعا الملابس المصرية التى يتم تصديرها لها مواصفات مختلفة عن المصنوعة للإستهلاك المحلي، الناس بقت تسافر برا مصر علشان تشتري صناعات مصرية نضيفة بسعر منخفض" ، ويؤكد راضى أنه لو نشطت الصناعة المصرية وأنتجت للسوق المحلي مصنوعات تعادل جودة مايتم تصديرها وبنفس الأسعار التى تباع فى السوق الخارجي لن يلجأ هو أو آخرين لشراء أي منتج مستورد.
وتؤكد الدكتورة كريمة كريم ،أستاذ الإقتصاد بجامعة الأزهر، أن الدعوة لشراء المنتجات المصرية دعوة جيدة جدا ، خاصة بعد الثورة والحماس لبناء إقتصاد قوي ، وستؤدي تلك الدعوة إلى تغيير ثقافة المستهلكين وخلق طلب على الصناعة المصرية وبالتالي سيزيد الإنتاج منها وسيعمل القطاع الخاص على المشاركة فى الإنتاج المصري وجذب رأس المال الأجنبي لإنتاج مصنوعات مصرية ، وبالتالي ستؤدي إلى خلق فرص عمل وزيادة مدخلات الإنتاج .
وأضافت : "توجد بالفعل صناعة مصرية لكنها أصبحت أقل بكثير من ذي قبل ، والدعوات المستمرة لشراء المنتجات المصرية سيؤدى إلى تنشيط تلك الصناعة من جديد وكذلك تطويرها " .